كل سورية تعلم علم اليقين أن منتخبها الكروي قد يقارع منتخبات جارة أو صديقة أو شقيقة بمستوى الأردن ولبنان وفلسطين واليمن وباكستان والهند والمالديف وفييتنام وماليزيا والصين وكان في وقت من الاوقات يقارع منتخبات مثل المغرب وتونس والسعودية واليابان وحتى إيران والعراق وأن كنا لم ننتصر عليهم وبقيوا عقدة لنا ولكنا مقدمون الآن على تحد سيتابعه على الأقل مليار شخص على الهواء وهو نهائيات أمم آسيا بالدوحة وسيلعب المنتخب السوري في مجموعة تضم اليابان والسعودية والأردن وهي بلانقاش مجموعة أكثر من حديدية ولكن بقية المجموعات ليست اقل قوة فمجموعة قطر والصين والكويت واوزبكستان أكثر قوة من مجموعتنا والأسباب واضحة اما مجموعة العراق وكوريا الشمالية والإمارات وإيران فيكفي ان كل منتخباتها تأهلت لنهائيات كؤوس العالم وإثنان منها توجا أبطالا للقارة 4 مرات مجتمعين وحتى مجموعة البحرين وأستراليا وكورية الجنوبية والهند تبدو معقولة ...
ولن أقارن ماقدمته منتخبات كورية الجنوبية واليابان وأستراليا في كأس العالم أو كؤوس العالم السابقة ولكنها منتخبات محترفة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وليس خافيا على المسؤولين عندنا مدى قوة الأشقاء السعوديين واليابانيين والأردنيين .. لهذا فالمواجهات لن تكون في أي منها راجحة الكفة للسوريين مع صعوبة توقع النتيجة للطرف المقابل لأن المنتخبات السورية تاريخيا تلعب بكل قوة امام هؤلاء المنافسين تحديدا ولكن الثابت أيضا أنها تخسر كل مواجهاتها الآسيوية معهم حتى لو كانت الطرف الأفضل في المباراة كما حدث لمباراة سورية واليابان في كأس آٍسيا 1996 بالإمارات حين كنا الأافضل ولازلت أتذكر تلك المباراة التي كنت اعلق عليها من لندن وكان معي الكابتن موسى شماس وخليل الزياني وخسرنا 2/1 ويومها ولم نكن الأسوأ وأعتقد أن نادر جوخدار هو من سجل هدف سوريا الوحيد وهذا اللعب كان يمكن أن يكون واحد من نجوم الكرة العالمية لو سمحوا له بالإحتراف الخارجي مثله مثل وليد أبو السل ... وحسبما اذكر فكل تجاربنا مع اليابان ليست لصالحنا والسعودية تتفوق علينا بمراحل والأردن مؤخرا صارت افضل منا ونحن الوحيدون الذين لا أقول نراوح في أماكننا ولكن بمنطق أن الآخرين يتطورون بسرعة ونحن نتطور ببطء أو نتطور نهائيا لهذا تبدو الأمور وكأننا نرجع للوراء...
حتما لست أخشى على المنتخب من كوارث رقمية ( بالنتائج ) ولكن أخشى ان تتكرر نفس القصص السابقة .. اي نلعب ونلعب ونجري وراء الكرة وندافع ونتحين فرصة ونسجل ثم نخسر في الوقت الضائع ونبقى كومبارس في بطولات آسيا منذ ساركنا بها ومن يقل غير ذلك فليأتيني بالحجة والرقم والنتائج ... فآخر بطولة شاركنا بها قبل 24 سنة جئنا بالمركز الأخير في مجموعتنا وفي بطولة 92 لم نتأهل وفي بطولة 88 جئنا ثالثا بالمجموعة بفوزين وخسارتين وخرجنا من الدور الأول وفي بطولة 84 جئنا رابعا في مجموعة تضم خمس دول بفوز وتعادل وخسارتين وربما تكون أفضل نتائجنا في أولى مشاركاتنا في الكويت عام 1980 يوم جئنا بالمركز الثال في مجموعة تضم خمسة منتخبات بفوزين وتعادل وخسارة خلف إيران وكوريا الشمالية ... اي عمليا لم نتأهل للدور الثاني في تاريخنا وقد لا نتأهل من جديد لو بقينا نستعد في فندقي تشرين والجلاء أو معسكر صيفي في اللاذقية مع تجميع اللاعبين وتغييب المهاجرين والبحث عن منتخب يقبل ان يلعب معنا تجريبيا ويكون أما مثلنا أو أقل منا ...
ليست العلة حتما في فجر إبراهيم ولا في أتحاد اللعبة ( لا أعرف أي اتحاد اتحدث عنه حالي أم مؤقت أم قادم جديد ) بل عن طريقة تفكير ومعاملة روتينية حجرية من ايام الهكسوس لكرتنا التي لم ولن تتطور مثلما يتطور الآخرون طالما بقينا نتعامل معها بنفس الطريقة العتيقة